المقالات - بابل الحديثة الكلدية
وتدعى ايضا بالعصر البابلي الحديث \ او الكلدانية ( نسبة الى الاقوام الكلدية التي هي اقوام سامية ( قبيلة كلدو او كسدو ) صعدت من الجزيرة العربية الارامية بهذا الاسم نسبة الى خليج كلدة ( الخليج العربي الحالي - البحر السفلي حينها ), دامت زهاء القرن الواحد ( 626-539 ق.م ), وكان اخر عهد مستقل و مزدهر ويعتبر ربما تاج الانجازات الحضارية المجيدة لبلاد الرافدين القديمة وفي نفس الوقت اخرها , من اهم ملوك هذه الفترة :
1- نبوبلاصر ( 627-604 ق.م ) يعتبر بحق مؤسس الامبراطورية البابلية بعد تحالفه مع الميديين ( سكان شمال شرق العراق الحالي ) لاسقاط الدولة الاشورية ,كان حاكما تابعا لاشور في بابل ثم ثار عليهم في عهد " كي-اخسار" وسقطت العاصمة نينوى في 612 وتم القضاء على بقية الجيش الاشوري في حران ( 609 ق.م ) وبذلك استطاع نبوبلاصر ان يتملك الارجاء الواسعة لاخر امبراطورية اشورية هزت الشرق الاوسط لقرون, ابتدأ عصره بحملات متوالية على بلاد الشام وفلسطين للقضاء على النفوذ المصري فيها لاهميتها الستراتيجة لبلاد بابل وكانت الحملات بقيادة ابنه نبوخذنصر.
2- نبوخذ نصر ( 604-562 ق.م ) : يعتبر عهده بحق من العصور المجيدة لبلاد الرافدين ,انهمك في توطيد اركان الامبراطورية البابلية و دكت جيوش بابل مدن عسقلان ودمشق وصور ( 13 عام حتى اسقطها في 571 ق.م ) - صيدا ( ترك اثارا في منحونان نهر الكلب ووادي بريسا ) ودمر
اورشليم وكذا دحر جيش مصر ( في غهد الفرعون اماسيس 568 ق.م ) و لحقه حتى وصل الى مدينة سرت في ليبيا.
قام بحملتين على بلاد يهوذا ودمرها في الثانية عن بكرة لابيها وجلب الاسرى ( 40 الف ) الى بلاد بابل ليأمن شرهم ورجسهم وحيانتهم ونكوثهم للوغود والعهود بتبعيتهم الى حاكم مصر الفرعون (نيخو ) مكث اليهود في ارض بابل حتى دخول الفرس الاخمينبن بابل وخلال مكوثهم دونوا اسفار التوراة بين القرنين الخامس والسادس ( التلمود البابلي ) .
كان بالاضافة الى كونه قائدا عسكريا من الطراز الاول, لكنه اهتم ايضا بالبناء والتشييد وتنمية الزراعة وفتح قنوات الري وخصوصا اعادته لبناء بابل الاسطورية التي خلدت في اذهان البشرية بالمدينة التي اسكرت التاريخ ( قصوره في بابل شاهد على ذلك,
شارع الموكب وبوابة عشتار واسد بابل ), وكذلك اهتم ببناء سور ليحمي بابل من هجمات العيلاميين ( على حدود مدينة بغداد الحالية - جسر باب المعظم ) .
3- خلفاء نبوخذ نصر : خلفه اولاده واحفاده الضعفاء على الحكم الذين قضي عليهم بمؤامرات الكهنة واقارب نبوخذنصر حتى تسلمها الملك المدعو " نبونيدس " الذي كان ملكا ذو طبيعة دينية ( عبادة سين اله القمر وترميم اور مركزه ) - اقتصادية ( اهتمامه بمدينة حران التجارية ), قضى وقتا
طويلا في اعالي الجزير العربية وقل اهتمامه بامور الحكم واستغل الاخمينيين بقيادة كورش ضعف هذا الملك وهجموا على بابل و استطاعو ان ينهوااخر حكم عراقي محلي مستقل .