رقيم سجّل المشاهدات اليومية لمذنـّب هالي خلال عام كامل من 164 – 163 ق.
 

أعداد : د. أحمد كامل

 

رقيم سجّل المشاهدات اليومية لمذنـّب هالي خلال عام كامل من 164 – 163 ق.م منذ اول ظهور له جتى آخر ظهور ، وكان تاريخ بدء تسجيل تلك الملاحظات هو 28 ايلول 164 قبل الميلاد ، عثر عليه في مدينة بابل – معروض في المتحف البريطاني

ان معرفتنا الحديثة بعلم الفلك السومري كانت غير مباشرة لعدم العثور لحد الآن على رقم طينية من العصر السومري خاصة بعلم الفلك ، ومن خلال أقدم مجموعات النجوم البابلية التي يرجع تاريخها إلى حوالي 1200 ق.م ، فأن حقيقة ظهور العديد من أسماء النجوم باللغة السومرية تشير إلى استمراريتها منذ العصر السومري إلى اوائل الالف الثاني قبل الميلاد فلاحقا ، لأن علم الفلك تمت ممارسته فعليا بين عام 1830 ق.م والى ماقبل بدء العصر البابلي الحديث حوالي عام 626 ق.م. وبالأرتباط مع الأساطير ، طوّر السومريون شكلا من علم الفلك / علم التنجيم كان له تأثيرا على الثقافة البابلية لاحقا حيث ان اليوميات الفلكية البابلية سجلت مشاهدات يومية للقمر والكواكب خلال تاريخ بلاد الرافدين ، وهنا ، لعبت الآلهة الكوكبية دورا هاما. ويبدو أن علم الفلك البابلي قد ركز على مجموعة مختارة من النجوم والأبراج المعروفة باسم نجوم Ziqpu التي ربما تم جمع معلوماتها من عصور سابقة. ان اول مجموعة من تلك النجوم ذكرت ثلاثة نجوم لكل منها : نجوم الإمبراطورية الأكدية ، نجوم الأله آمورّو ، نجوم بلاد عيلام وغيرها ، وقد تم استخدام نظام الترقيم على أساس العدد (60) ، وهو النظام الستيني حيث سهّل هذا النظام حساب وتسجيل أعداد كبيرة وصغيرة بشكل غير عادي ، ومع السومريين ، بدأ تقسيم الدائرة إلى 360 درجة ، كل منها 60 دقيقة .

كان البابليون أول من أدرك أن الظواهر الفلكية تحدث بصورة دورية وطبّقوا علم الرياضيات على تنبؤاتهم. وتوثق الرقم الطينية التي يعود تاريخها إلى العصر البابلي القديم تطبيق الرياضيات على الاختلافات في طول ضوء النهار على مدار السنة الشمسية. وخلال قرون من الزمن ، تم تسجيل الملاحظات البابلية للظواهر السماوية في سلسلة الرقم الطينية المعروفة باسمEnûma Anu Enlil . ان أقدم نص فلكي هام نمتلكه هو الرقيم (63) من هذه السلسلة ، وهنالك ايضا (رقيم فينوس) من زمن الملك البابلي آمي – صادوقا (1646 – 1626 ق.م) ، الذي سجّل ارتفاعات كوكب فينوس المرئية الأولى والأخيرة على مدى حوالي 21 عامًا ، كما طور علماء الفلك البابليون علامات البروج ، وهي تتكون من تقسيم السماء إلى ثلاث مجموعات من ثلاثين درجة والأبراج التي تكوّن كل قطاع.

وخلال القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد ، طور علماء الفلك البابليون نهجًا تجريبيًا جديدًا لعلم الفلك حين بدأوا بدراسة وتسجيل نظام معتقداتهم وفلسفاتهم التي تتعامل مع الطبيعة المثالية للكون وبدأوا في استخدام منطق داخلي ضمن أنظمتهم الكوكبية التنبؤية ، وكانت تلك مساهمة مهمة في علم الفلك وفلسفة العلم ويمكن اعتبارها الثورة العلمية الأولى لأن علم التنجيم اليوناني والهلنستي اعتمد على هذا النهج في علم الفلك. وكثيرا ما تستخدم المصادر اليونانية واللاتينية الكلاسيكية مصطلح الكلدانيين لعلماء الفلك في بلاد الرافدين ، الذين كانوا يعتبرون كهنة متخصصين في علم التنجيم وأشكال أخرى من العرافة. لكن ماوصلنا من علم الفلك البابلي عدد قليل من اجزاء من رقم الطين التي تضمنت سجل اليوميات الفلكية ونصوص الاجراءات الواجب اتباعها ، وبالتالي ، فأن معرفتنا عن نظرية الكواكب البابلية مازالت ناقصة. وفي نينوى ، تم العثور على ما سمّي بـ (المنشور العاجي) الذي اعتبر في بداية الامر أنه يصف قواعد لعبة ما ، ثم عرف لاحقا انه اداة لحساب حركة الأجرام السماوية والأبراج. ومع ذلك ، تُظهر الأجزاء الباقية من الرقم الطينية أن علم الفلك البابلي كان أول "محاولة ناجحة لإعطاء وصف رياضي دقيق للظواهر الفلكية" وأن "جميع الأصناف اللاحقة من علم الفلك العلمي ، في العالم الهلنستي ، الهند ، الإسلام ، وفي الغرب تعتمد على علم الفلك البابلي بطرق حاسمة وأساسية " . ان اصول علم الفلك في العالم الغربي الآن يمكن العثور عليها في علم فلك بلاد الرافدين ، وان جميع الجهود الغربية في العلوم الدقيقة منحدرة في خط مباشر من اعمال علماء الفلك البابليين