السوق (الاستراتيجية) العسكري للدولة الاشورية 722-626 ق.م،
العنوان:      السوق (الاستراتيجية) العسكري للدولة الاشورية 722-626 ق.م،
المجموعات:      مكتبة آشور باني أبلي - بلاد النهرين ( العُراق)
هوية الكتاب:      867867868456
الكاتب:      صلاح رشيد الصالحي
عدد الصفحات:      0
لغة:      غير محدد
صورة:      cover
تنزيل الكتاب:      أنقر هنا لتنزيل الكتاب 1.
تعليق:     

السوق (الاستراتيجية) العسكري للدولة الاشورية 722-626 ق.م،

أطروحة دكتوراه غير منشورة، معهد التاريخ العربي، بغداد، 1998

                                                       

   الحرب هي إحدى اشكال العلاقات الدولية وصفتها العنف واجبار الخصوم على الخضوع لإرادة المنتصر، فعندما تفشل الجهود السلمية جميعها للوصول إلى اتفاق عندئذ يلتجأ إلى القوة، وبهذا فهي تعد امتدادا للسياسة بوسائل أخرى، وقد اضطر البشر إلى تحسين أساليب القتال وتطوير المعدات الحربية لضمان الانتصار وربح المعركة وفرض شروط الاستسلام، ومن هنا كان لابد من التنوع في أساليب القتال واستغلال كل الفرص المتاحة لضمان نجاح سير العمليات العسكرية من دون الاهتمام بالقسوة والعنف والخسائر البشرية والمادية التي هي ضمن اساسيات الحرب، اما السوق (الاستراتيجية) فهي توزيع واستخدام الإمكانيات الحربية للقوات المسلحة مع امدادها لتحقيق الغرض السياسي كاملا، واعتمدت الامة الاشورية خلال تاريخا العسكري الطويل على السوق (الاستراتيجية) العسكرية وليد  تجارب طويلة في ميدان القتال جعلتهم ينشؤون استراتيجية خاصة بهم وان بعض المفاهيم العسكرية الاشورية انتقلت إلى الشعوب التي جاءت بعدهم.

   مع هذا فقد عدت الحرب في بلاد آشور نشاطا مكملا لنمط معيشتهم يشارك فيها كل فرد قادر على حمل السلاح مع بعض الاستثناءات على وقف شروط محددة اقرها المجتمع والسلطة، واكسب التجنيد المتواصل للشعب الاشوري براعة في فن القتال والمناورة وتحقيق الانتصار، فكانت الحملات تنطلق سنويا  ولمرة واحدة لإظهار قوة الجيش الاشوري ولإخماد التمرد والعصيات، وعند دراسة التنظيم العسكري من حيث الصنوف والقوات المجندة والعمليات العسكرية  بانها نفس القواعد والاسس التي استند عليها الجيش الاشوري لا تختلف من حيث الجوهر عن الأسس والقواعد التي تقوم عليها الجيوش الحديثة فالاختلاف الوحيد شمل تطور أنواع الأسلحة والمعدات الحربية مع تحسن في أساليب العمل العسكري مع ان الاشوريين قد راعو جملة من الأمور تهدف إلى تطوير امكانياتهم العسكرية فحسنوا أساليب القتال وطوروا معداتهم الحربية بما يلائم عصرهم فقد كانوا من أوائل الأمم التي اهتمت بسلاح الفرسان واعطت الغلبة له على صنف العربات ولا سيما في زمن سرجون الثاني ملك آشور مما جعلت طابع حروبهم  السرعة والانتقال إلى مناطق الخطر ومفاجئة العدو قبل ان يتهيأ عسكريا للمقاومة لاسيما في المناطق التي يصعب فيها حركة العربات ومنها السلاسل الجبلية والصحاري، كما ادخلوا عناصر من المرتزقة في خدمة الجيش الآشوري وهذا ناتج من التوسع في العمليات العسكرية وحاجتهم إلى مقاتلين فكان لابد من تجنيد الأجانب وبهذا فهي ضرورة املتها ظروف الحرب التي كانت معطياتها الكثيرة جعلت بالإمكان التوفيق بين المصطلحات العسكرية الحديثة ومعارك الامس البعيد مما دفعنا إلى ترجمة هذا الواقع على العمليات العسكرية هادفا إلى إيضاح ان مفردات العمليات العسكرية الاشورية تنطبق على مفردات العصر الحاضر.

   مارس الاشوريون في حروبهم السرعة والاستطلاع ونصب الكمائن ومفاجئة العدو وتحقيق اكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية والمعنوية في صفوف العدو ثم فرض الشروط عليه وبين زحف القوات الاشورية وفرض شروط الاستسلام كانوا يمهدون لنجاح عملياتهم الحربية بأساليب الاستخبارات والحرب النفسية وبث الاشاعات من اجل تهيئة العقل الاشوري إلى ضرورة الحرب وفي الوقت نفسه إيصال العدو إلى حافة الهاوية النفسية وزرع بذور الاستسلام فيه.

   عند الحديث عن السوق العسكري يجب ان نضع في حسابنا ان الاستراتيجية والسوق هما مصطلحان مترادفان في معناهما، ففي الوقت الذي ينفرد العراق من بين الدول العربية بإطلاق مصطلح السوق نجد ان بقية الدول العربية وحتى التراجم العربية للمؤلفات العالمية أبقت مصطلح الاستراتيجية وقدمته إلى القارئ العربي بينما قطع شوطا كبيرا في تعريب هذا المصطلح الأجنبي وشاع استعماله، فمصطلح الاستراتيجية تعود إلى العصر اليوناني فاصل الكلمة (ستراتيجوس) (Strateagus) وتعني القائد أو قائد القوات وفنون القادة وهي صفة عسكرية بحته عنيت بكل ما له علاقة بالقيادة والعلوم والفنون التي يمارسها القادة في اداراتهم للحرب، وعرف (ليدل هارت) السوق العسكري(فن توزيع واستخدام مختلف الوسائل العسكرية لتحقيق هدف سياسي)، بينما ذكر (كلاوزفيتز) بانه (فن استخدام المعارك كوسيلة لتحقيق هدف الحرب)، من كلا المفهومين للسوق فأن الاشوريين بوصفهم امة عسكرية اتخذت من القتال أسلوبا للوصول إلى اهداف سياسية تفرضها من خلال سيطرتها على الاقوام المجاورة مستخدمة فنون القتال جميعها لتحقيق الهدف من الحرب سواء بتأمين ما تحتاجه آشور من المواد الأولية أم هيمنتها على طرق التجارة الدولية آنذاك أو حتى لتحقيق الآمن من الاخطار التي قد تسببها الدول والقبائل المجاورة لآشور.

الأستاذ الدكتور

صلاح رشيد الصالحي

تخصص: تاريخ قديم

بغداد  2020

Lock full review www.8betting.co.uk 888 Bookmaker