تقديم بقلم مؤلف الكتاب الدكتور محمد طـــه الاعظمي

تغطي فصول هذا الكتاب فترة زمنية طويلة من تأريخ العراق القديم  تبدأ من بواكير استيطان القرى في العصر الحجري الحديث بحدود الألف الثامن قبل الميلاد وصولا إلى نهاية العصر البابلي الحديث عام 539 قبل الميلاد ، وهي حقبة زمنية طويلة يصعب الإحاطة بجميع أدوارها  فكان من الطبيعي أن تكتنف هذه الدراسة ثغرات ونواقص هنا وهناك ، نقر بها ولا ننكرها ونأمل من القارئ الكريم أن يغفرلنا ذلك.

    وبداية ننوه إلى أن منهجنا في هذه الدراسة يتشعب إلى محاور ثلاثة أساسية خاصة بكل فصل أو مبحث  ، يدور المحور الأول منها على تتبع ودراسة الفصل المعني استنادا لما ورد ذكره في المصادر المسمارية السومرية والأكدية وفيما خلفه ملوك وأمراء بلاد الرافدين من نصوص وكتابات تذكارية .في حين إنصب اهتمامنا في المحور الثاني بدراسة ذلك الفصل بالإستعانة بنتائج التنقيبات والكشوف الأثرية التي جرت في مختلف مناطق بلاد الرافدين بالإضافة إلى دراسات من سبقونا من الباحثين والمعنيين بالموضوع . أما المحور الثالث فقد كان منهجنا في البحث يستند على تتبع ودراسة موضوع ذلك الفصل اعتمادا على صوره وأشكاله التي نقشت على الألواح الحجرية الجدارية والأختام الإسطوانية وغيرها من أنواع المخلفات الفنية . فعلى تلك المخلفات الفنية صورت تفاصيل بنائية وحليات تزيينية وعمارية مختلفة قصرت عن ذكرها المصادر اللغوية ولم يبق من أطلالها إلا النزر اليسير بعد أن تقادم الزمان عليها ، فكانت تلك المشاهد وثيقة مهمة لشاهد عيان عاصر الأحداث وتفاعل معها  ، أضفناها إلى بقية المصادر الأخرى لتكون المحصلة النهائية مشهدا متكامل الجوانب تتوضح فيه أشكال المدن وأنماط مخططاتها وطرائق استحكاماتها.

لاستكمال المطالعة ( أضغط هنا من فضلك)