الدكتور  محمد طه محمد الأعظمي

جامعة بغداد – كلية الآداب / قسم الآثار

 

 

       الأختام الاسطوانية من الابتكارات العراقية المهمة, ومعلماً حضارياً بارزاً لبلاد وادي الرافدين منذ الآلف الرابع ق.م ، حين ابتكر لأول مرة في مدنية الوركاء, ومنها انتقلت صناعة الختم واستعماله وأسلوب النقش عليه, إلى بقية مدن العراق وإلى الأقطار المجاورة والبعيدة مثل مصر وبلاد الشام والأناضول وعيلام, كما اقتبسته مناطق في الخليج العربي والهند.

       يعد الختم الأسطواني وثيقة تاريخية مهمة في الدراسات الآثارية , لما يحويه من نقوش وكتابات ورموز تؤرخ لنا أغلب المظاهر والممارسات اليومية والدينية لبلاد الرافدين في مختلف عصورها, وتأتي أهمية الأختام في نطاق بحثنا هذا, في عرضها لمشاهد صورت فيها مصاطب وزقورات مختلفة الأشكال والأحجام, يضاف إلى ذلك مشاهد الاحتفالات والشعائر الدينية المصاحبة لعملية البناء. كذلك فأن تلك الأختام تقدم لنا دليلاً واضحاً على تقدير وتخمين الفترة الزمنية, أو العصر الذي ظهرت فيه تلك المباني الدينية , حيث يمكن القول بالاستناد إلى تاريخ أقدم تلك الأختام, أن مباني الزقورات كانت معروفة منذ عصر فجر السلالات في الألف الثالث ق.م. (ينظر: الأختام 1- 12).

       كذلك تأتي أهمية مشاهد الأختام, في بحثنا هذا, وبخاصة ما يتعلق بالعصور الموغلة في القدم, كونها الدليل الوحيد الباقي الذي يعيننا على معرفة أشكالها وعدد طبقاتها كما كانت تبدو آنذاك مع الأخذ بنظر الاعتبار رؤية الفنان وطريقة تمثيله لتلك الأشكال , بعد أن هدم وخرب اغلبها نتيجة لعوامل طبيعية وبشرية مختلفة.

       أن هذا البحث محاولة لاستعراض الأشكال المختلفة للزقورات كما صورتها لنا الأختام الأسطوانية بشكل خاص ثم عرض تلك النماذج حسب تسلسلها الزمني وأهميتها في الدراسات الآثارية.

لاستكمال مطالعة البحث ( أضغط هنا من فضلك )