بغداد عطاء دجلة وارث الحضارة , بقلم بهنام ابو الصوف

أظهرت البحوث والدراسات الآثارية الميدانية خلال العقود الخمسة الأخيرة أن منطقة العراق الأوسط، حيث يقترب النهران دجلة والفرات الواحد من الآخر، كانت البقعة النواة التي التقت عندها جذور حضارة العراق الأولى في مطلع الألف السادس قبل الميلاد، وكان ذلك بانتقال مكونات نواة الحضارة في الزراعة والتدجين ومبادئ العمارة وفنون النحت وعمل الفخار وبذور العقيدة الدينية إلى منطقة السهل الغريني ودلتا بلاد الرافدين في جنوبي العراق.
وفي بقعة الالتقاء الحضاري هذه نشأت مستوطنات وقرى زراعية أولى على أرض بغداد وفي اطرافها، من الشمال والشرق والجنوب والغرب، خطا فيها فلاحو العراق الأوائل أولى خطواتهم في مضمار التمدن بامتلاكهم مبادئ التنقيبات الضرورية لحياة الاستقرار والعمران يعرف أبرز بعضها اليوم بتلول الصوان والمبدد وخفاجي والضباعي وحرمل ورأسي العمية والدير وسبار ومدن أكد وكيش وبابل ونفر وعقرقوف وغيرها كثير ما زال بعيداً عن متناول المنقبين، وبمرور ما يقرب من ثلاثة ألف سنة تحول بعض تلك المواطن الزراعية في وسط العراق إلى مدن عامرة وحواضر لدول تعاقبت على السيادة في بلاد الرافدين، كان اقدمها الأمبراطورية الأكدية، أقدم إمبراطورية عرفها التاريخ اقامها سرجون الأكدي في مطلع النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد، متخذا مدينة أكد، التي توجد بقاياها في مكان ما من السهل الفسيح جنوبي بغداد، عاصمة له، وحين دخل الآموريون من الغرب إلى البلاد في مطلع الألف الثاني قبل الميلاد في أعقاب انهيار إمبراطورية سرجون ودولة أور الثالثة السومرية اقاموا لهم خمس دول متفرقة في بلاد الرافدين، كانت اثنتان منها في وسط العراق في منطقة بغداد واطرافها الشرقية والجنوبية، عرفت أولاهما بمملكة آشنونا وقد انحصر نفوذها بين نهر دجلة حيث قامت بغداد العباسية بعدئذ وسهول نهر ديالي إلى الشرق. ومن أبرز مدنها الباقية آثارها على أرض بغداد إلى اليوم: تلول حرمل والضباعي ومحمد وحيدر وخيوط ربوعه وخفاجي، وعدد كبير غيرها في حوض نهر ديالي. وتل حرمل الكائن الآن بين الدور السكنية لأحد احياء بغداد الجديدة يضم بقايا مدينة شادويم أحد أبرز المراكز العلمية والإدارية لمملكة أشنونا الأمورية في مطلع الألف الثاني قبل الميلاد. واسم المدينة البابلي هذا يعني بيت المال أو ديوان الحسابات.
وقد أقيمت فيها أقدم أكاديمية علمية عرفها التاريخ، كما تؤكد ذلك النصوص المسمارية المكتشفة في مبانيها والتي أعطت الكثير من المعلومات الثقافية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية في هذه الحقبة من تاريخ العراق القديم.
من أبرز النصوص المكتشفة في هذا الموقع وثائق علمية ضمت جداول رياضية وقضايا هندسية وجبرية وضعت وحلت بموجب معادلات الدرجة الثانية والثالثة التي عولجت بطرق شبيهة بالطرق التي تعالج بها امثالها في الوقت الحاضر. ومنها المبدأ المشهور باكمال المربع في معادلات الدرجة الثانية. ومن أشهر تلك المسائل قضية هندسية جبرية تقوم على مبدأ تشابه المثلثات القائمة الزاوية المحدثة من انزال عمود من الزاوية القائمة على الوتر. وهي نفس النظرية المنسوبة إلى الرياضي اليوناني الشهير اقليدس الذي جاء بعد رياضي العراق القديم بأكثر من سبعة عشر قرنا، كما اكتشفت في هذا المركز العلمي في منطقة بغداد أجزاء من شريعة عرفت بين الدارسين بقانون أشنونا وهي تسبق شريعة حمورابي بنحو قرنين، عالجت في موادها التي تزيد على الستين جوانب عديدة من الحياة العائلية والاقتصادية.
وتل الضباعي مركز أخر من مراكز مملكة أشنونا الآمورية يقوم عند قناة الجيش من أراضي بغداد الشرقية. ورد هذا الموقع في النصوص البابلية باسم زارلو التي كانت هي الأخرى مركزاً علمياً وإدارياً واقتصادياً كجارتها شادويم (تل حرمل). ومن النصوص المسمارية المهمة التي كشف عنها التنقيب في هذا الموقع الواحاً رياضية أبرزها لوح يضم قضية هندسية- جبرية ذات مجهولين تتعلق بإيجاد أبعاد المستطيل إذا ما عرفت مساحته. وقد عرف رياضيو هذا المركز العلمي أيضاً علاقة مربع ضلعي المثلث القائم الزاوية بمربع وتره. وهي النظرية الهندسية نفسها المعروفة والمنسوبة إلى فيثاغورس. وهذا يعني مرة أخرى أن رياضيي بلاد الرافدين قد سبقت معرفتهم بهذه النظرية قبل الرياضي اليوناني بما لا يقل عن خمسة عشر قرناً. وتوضح هذه المسألة معرفة رياضي العراق القديم قد فاقوا رياضي اليونان، بجمعهم بين الشكل والعدد أي بين الهندسة والجبر في حين أن رياضي اليونان، باعتمادهم على الأساس الهندسي فقط، قد اعاقوا تطور الرياضيات زمنا طويلا ًحتى أعاد العرب مسيرتها التطورية ووجهها العلمي الصحيح باهتمامهم بالجبر وجمعهم بين الشكل والعدد مرة أخرى وذلك بأيدي نخبة من العلماء العرب المسلمين، وفي مقدمتهم الخوارزمي من القرن التاسع الميلادي.وخيوط ربوعة موقع آخر من مواقع شرقي بغداد التاريخية، تقوم بقاياه ضمن مدينة الألعاب قرب قناة الجيش،وأبرز اكتشاف جاءنا منه جرة صغيرة من الفخار ارتفاعها لا يزيد على 15 سم تحوي في داخلها مجموعة مواد تبين عند دراستها أنها تضم أسطوانة نحاسية ثبت في وسطها قضيب من حديد يبرز قليلاً عند فوهتها. وقد غطيت بطبقة من مادة الاسفلت (القار) كما توجد في قاعدة الاسطوانة النحاسية طبقة من الاسفلت أيضاً، وقد طُلي باطن الجرة كلها بهذه المادة أيضاً. وفي ضوء دراسة محتويات هذا الإناء الفخاري ظهر أنه يكون مواداً لبطارية كهربائية جافة، وهو يمثل خلية مبسطة مشابهة لمحتويات بطارية كلفاني المعروفة. هذا وان بطارية خيوط ربوعة إذا ما اضيف إليها نوع من الحامض صارت مقارنة تماما ًلبطارية كلفاني آنفة الذكر . يرجع تاريخ بطارية بغداد المكتشفة في موقع خيوط ربوعة إلى قبل نحو ألفي سنة. أي أنها تسبق بطارية كلفاني بأكثر من ألف وخمسمائة سنة. وهي تعد أقدم بطارية مكتشفة في العالم.
على هذه البقعة من وسط العراق، حيث تراكمت الخبر والمعارف على مر الزمن تاركه بصماتها في طيات الأرض جيلاً بعد جيل.اختار الخليفة العباسي الثاني أبو جعفر المنصور، بفكرة الثاقب، أن يقيم عاصمة للدولة العربية الإسلامية المترامية الأطراف. فكانت مدينة المنصور المدورة في غربي دجلة النواة التي قامت حولها وفي جنوبها وشرقها عبر دجلة بعد سنين قليلة أعظم حاضرة شهدها العصر الوسيط، فاضحت بحق وريثة لكل التراكم الحضاري للعراق القديم في ميادين العمارة والفنون والعلوم والآداب.فتأسست فيها المدارس الجامعة ودور العلم وبيوت الترجمة فكانت بهذا الوريثة الشرعية لبابل عروس الشرق وعاصمة العالم.
مداخلة الدكتور ابو الصوف في محاضرة العلامة البغدادي حسين امين في عمان
ا
مراجع ذات صلة للتحميل
تحميل كتاب مقدمة في تاريخ الحضارات, جزء 1 , طه باقر
تحميل كتاب من تراثنا الغوي القديم, د. طه باقر
بغداد... للمعماري د. محمد مكية - تحقيق مصطفى جواد,احمد سوسة,ناجي معروف
بغداد في رحلة كارستين نيبور- مجلة سومر ترجمة د. مصطفى جواد
بغداد والقسطنطينية ...مركز الحضارة في العصور الوسطى - ستيف رانسمين
مدينة المنصور المدورة ...عن سار وهرتفيلد - مصطفى جواد واحمد سوسة
مدينة المنصور وجامعها - مصطفى جواد واحمد سوسة
أدارة بغداد ومراكزها في العهود العباسية الاولى - د. صالح أحمد العلي
سقوط بغداد والخليفة المستعصم على منمنة من تبريز - ترجمة د. فوزي رشيد
اماكن اللهو والتسلية في بغداد خلال فترة الحكم العثماني - د. أعتماد يوسف القصيري
سوق السراجين في بغداد _ د. عبد العزيز حميد
كنائس نصارى بغداد _ رفائيل بابو اسحق
تحميل من التاريخ الحضاري لبغداد- مجلة الثقافة الجديدة - الاستاذ هادي العلوي
تحميل كتاب تاريخ بغداد للحافظ الخطيب البغدادي تحقيق د بشار عواد معروف
تحميل كتاب فصول من حضارة بغداد - ناجي معروف
تحميل كتاب البغداديون , اخبارهم ومجالسهم , ابراهيم الدروبي
مشاركات الزوار :
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 24.57.212.176} 11/11/2014 7:28:01 PM العزيز سلام سأحل المسالة- اكدية-اشورية-ارامية ومثل ما تريد وهي لغة واحدة وحضارة واحدة وفكر واحد وانسان واحد وهي من الاله اشور-اي الاشوريين=شورايا-البداية- وهذا ما يدعي المتدينيين في-البدء-كان الكلمة-واليوم علميا الكون=كلمة -صوت-ذبذبات-تتحول الى طاقة- والمادة غير موجودة وداخلها طاقة وحتى تعلم السر لماذا التمسك بالحقيقة الاشورية=شورايا-البداية ولسنا هواة التعصب ونحن من بدانا كل ما في الكون وانت تعلم ان الجنائن المعلقة كانت في نينوى ولكي يقوم بها الملك -سنخيرو=سنحاريب-نعم سن-خيرو-حبيب الاله سن -اله القمر الان-نعم بغداد =بيت الظأن=كذيا-الظان او الخروف الصغير -بيث=بيت-كذيا-الظأن-نعم بيت-الظأن-وكانوا اغنياء وسوق- غنية ومياه وفيرة وارض خصبة وزراعيةة وفواكه وموقع استراتيجي-اذا لا تبغدد علينا- تؤكد لا علاقة لا للفرس ولا هم يحزنون وللعلم المحرفيين الزعطايط -ما يسمى الكرمانجي -بدو الفرس ولملوم الافغان يقولون انها-كردية وفعلا لن اضيف انهيت تعليقي بنكتة - تحياتي وراي ومعلوماتي تقبل الخطا والصواب -ولكن الى الان في مدننا وقرانا الاشورية نستعمل كلمة- كذيا-للضأن
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 118.92.1.26} 6/18/2015 2:38:40 AM https://commons.wikimedia.org/wiki/File:Baghdad-map-1854.jpg
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 118.92.1.26} 6/18/2015 2:44:01 AM خريطة بغداد- عاصمة (عراق - مابين النهرين ), مدينة الخلفاء , التي تم رسمها من قبل الضابط البريطاني ف. جونز مع م. كولنوود ( F. Jones & W. Collingwood) في 1853-1854 http://trove.nla.gov.au/work/10875283?q&versionId=12705974
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 118.92.18.113} 3/26/2016 3:49:42 PM مقتطف من كتاب التاريخ الحضاري لبغداد للأستاذ هادي العلوي أن موقع بغداد جزءاً من مملكة سامية غابرة تسمى "اشنونا" وجدت مراآزها في جنوب شرقي المدينة. ترجع هذه المملكة إلى بواآير الألف الثاني ق.م ومن وصلنا أحد أقدم الشرائع في التاريخ آما عثر فيها على بحوث مبكرة في الرياضيات تشكل السلف الأبعد لرياضيات فيتاغورس. وآان هذا الموقع معروفا عند ظهور الإسلام باسم "آُلواذا". ويبدو أن معلومات عن هذه المملكة آانت متوفرة لدى الكتاب المسلمين, إذ يذآر صاعد الأندلسي في "طبقات الأمم" أن آلواذا آانت داراً عظمى لمملكة غابرة.وبحكم موقعها الذي يتوسط المواصلات النهرية المؤدية إلى البحر المتوسطوالخليج, آانت تقوم في بغداد سوق شهرية للتجار يديرها الساسانيون. وقد هاجمها المثنى بن حارثة في بداية الفتح الإسلامي للعراق واستولى على أموال نفيسةبها عمليات الفتح. إختار المنصور بغداد لبناء عاصمته لإعتبارين، أولهما موقعهاالجغرافي هذا، وقد وصفه آما أورد الطبري على النحو التالي : هذا موضع معسكر صالح، هذه دجلة، ليس بيننا وبين الصين شيء، يأتينا فيها آلما في البحر وتأتينا الميرة من الجزيرة ( الفراتية) وأرمينية وما حول ذلك، وهذاالفرات يجيء فيه آل شيء من الشام والرقة وما حول ذلكوإشارته إلى الصين ترجع إلى إتساع التجارة معها منذ مملكة الحيرة ثم ما حدث منتطور للعلاقة معها بعد العون العسكري الذي قدمه المنصور لإمبراطورها تسونغ. الإعتبار الثاني هو البيئة الصحية للموقع الذي وصف حينذاك بأنه طيب الهواءعذب الماء قليل الهوام. ويرجع ذلك إلى نهر دجلة الذي يشق المدينة من وسطها،فضلا عن غطائها النباتي الكثيفبدئ بتأسيس بغداد عام 145 ه وأنجز بناؤها عام 149 ه المصادف 762 للميلاد،فيكون عمرها حتى هذه السنة، وهي بداية 1986 الميلادية – 1506 هجرية 1223عام شمسي و 1257 عام قمري. حشد المنصور لبناء عاصمته عدداً غفيراً من البنائين والصناع والشغيلة العاديين من الشام وآردستان ومدن عراقية أخرى، وعين جماعة من ذوي المعرفة بالهندسةوالأمناء للأشراف على البناء. وقد ذآر المؤرخون من هؤلاء إسمين هما أبو حنيفوالحجاج بن أرطاة. وقيل أن (أبو حنيفة) إبتكر طريقة لعد اللبن الذي استخدم فيالبناء، ولكن هذا لا يصح فقد آان أبو حنيفة يتصدر حرآة مقاطعة للخلافتين الأمويةوالعباسية وآنت قد رجحت في آتابات سابقة انه مات في حبس المنصور. ولعلالرواية عن اللبن آانت إشاعة من العباسيين أنفسهم. وقد نسب إليه انه قال : لوأرادوا بناء مسجد وأرادوني على آجره ما فعلوأنا أميل إلى أن الإمام الأعظم إختار أن يحرم نفسه من شرف المساهمة في بناء هذه المدينة المثيرة للخيال لأن همه السياسي آان أآبر من همه الحضاري. أما الحجاج بنأرطاة فكان من المشتغلين بعدد من المعارف منها الفقه والحديث والهندسة. ولم يكنله نفس إتجاه أبو حنيفة. وقد عبر عن نزوع تكنوقراطي بإنقطاعه عن صلاة الجمعةولما سئل عن السبب قال: اخشى إن يزاحمني البقالون.. وفي تقديري أن الحجاج بنارطاة يستحق - رغم هذا اللؤم الطبقي - أن يسجل ضمن بناة بغداد وأن يكون لهموقع فيها يحمل إسمه، فهو على أية حال أحق بذلك من أنفال 8 شباط و 17 تموز.بعد إنتهاء المشاورات والمداولات بشأن تصميم المدينة خططت الأسس بالرمادوتمشى المنصور خلالها لينجزها. ثم أوعز أن تنثر على خطوط الرماد بذور قطنواشتعلت فيها النار ووقف هو يتأملها من فوق. ثم أصدر أمره بالشروع، وقام بوضعأول لبنة بيده وقال: "باسم الله والحمد لله والأرض لله يورثها من يشاء من عبادهوالعاقبة للمتقين، إبنوا على برآة اللهبنيت المدينة أول الأمر على الجانب الغربي – الكرخ وموضعها آما حدده مصطفىجواد بين الكاظمية وجسر الشهداء حوالي الحارة المسماة العطيفية. وآانت المدينةمدورة وجعل مقر الخليفة ومسكنه في مرآزها. والسبب آما يقول الخطيب البغداديفي" تاريخ بغداد "( 1) أن المربعة إذا آان الملك في وسطها آان بعضها أقرب إليه من بعض والمدورة تتساوى أبعادها عنه. وأن المنصور يتوخى بسط السلطة بالتكافؤ على جميع أنحاء المدينة
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 118.92.21.185} 3/17/2016 11:08:11 PM The Guardian March 16th,2016 Baghdad: City of Peace, City of Blood Justin Marozzi : By If Baghdad today is a byword for inner-city decay and violence on an unspeakable scale, its foundation 1,250 years ago was a glorious milestone in the history of urban design. More than that, it was a landmark for civilisation, the birth of a city that would quickly become the cultural lodestar of the world. Contrary to popular belief, Baghdad is old but not ancient. Founded in AD762 by the Abbasid caliph al-Mansur “The Victorious” as the new seat of his Islamic empire, in Mesopotamian terms it is more arriviste than grande dame – an upstart compared to Nineveh, Ur and Babylon (seventh, fourth and third millennium BC respectively). Baghdad is a mere baby, too, when compared with Uruk, another ancient Mesopotamian urban settlement, which lays claim to being one of the world’s earliest cities and which was, sometime around 3,200BC, the largest urban centre on earth with a population estimated at up to 80,000. Some think the Arabic title for Babylonia, al-Iraq, is derived from its name. We know a huge amount about the city’s meticulous and inspired planning thanks to detailed records of its construction. We are told, for instance, that when Mansur was hunting for his new capital, sailing up and down the Tigris to find a suitable site, he was initially advised of the favourable location and climate by a community of Nestorian monks who long predated Muslims in the area. Illustration of Baghdad between 767 and 912 According to the ninth-century Arab geographer and historian Yaqubi, author of The Book of Countries, its trade-friendly position on the Tigris close to the Euphrates gave it the potential to be “the crossroads of the universe”. This was a retrospective endorsement. By the time Yaqubi was writing, Baghdad, City of Peace, had already become the centre of the world, capital of the pre-eminent Dar al-Islam, home to pioneering scientists, astronomers, poets, mathematicians, musicians, historians, legalists and philosophers. This was by far the greatest construction project in the Islamic world Once Mansur had agreed the site, it was time to embark on the design. Again we are told that this was entirely the caliph’s work. Under strict supervision he had workers trace the plans of his round city on the ground in lines of cinders. The perfect circle was a tribute to the geometric teachings of Euclid, whom he had studied and admired. He then walked through this ground-level plan, indicated his approval and ordered cotton balls soaked in naphtha (liquid petroleum) to be placed along the outlines and set alight to mark the position of the massively fortified double outer walls. On 30 July 762, after the royal astrologers had declared this the most auspicious date for building work to begin, Mansur offered up a prayer to Allah, laid the ceremonial first brick and ordered the assembled workers to get cracking. The scale of this great urban project is one of the most distinctive aspects of the story of Baghdad. With a circumference of four miles, the massive brick walls rising up from the banks of the Tigris were the defining signature of Mansur’s Round City. According to 11th-century scholar Al Khatib al Baghdadi – whose History of Baghdad is a mine of information on the construction of the city – each course consisted of 162,000 bricks for the first third of the wall’s height, 150,000 for the second third and 140,000 for the final section, bonded together with bundles of reeds. The outer wall was 80ft high, crowned with battlements and flanked by bastions. A deep moat ringed the outer wall perimeter. The workforce itself was of a stupendous size. Thousands of architects and engineers, legal experts, surveyors and carpenters, blacksmiths, diggers and ordinary labourers were recruited from across the Abbasid empire. First they surveyed, measured and excavated the foundations. Then, using the sun-baked and kiln-fired bricks that had always been the main building material on the river-flooded Mesopotamian plains in the absence of stone quarries, they raised the fortress-like city walls brick by brick. This was by far the greatest construction project in the Islamic world: Yaqubi reckoned there were 100,000 workers involved. The circular design was breathtakingly innovative. “They say that no other round city is known in all the regions of the world,” Khatib noted approvingly. Four equidistant gates pierced the outer walls where straight roads led to the centre of the city. The Kufa Gate to the south-west and the Basra Gate to the south-east both opened on to the Sarat canal – a key part of the network of waterways that drained the waters of the Euphrates into the Tigris and made this site so attractive. The Sham (Syrian) Gate to the north-west led to the main road on to Anbar, and across the desert wastes to Syria. To the north-east the Khorasan Gate lay close to the Tigris, leading to the bridge of boats across it. For the great majority of the city’s life, a fluctuating number of these bridges, consisting of skiffs roped together and fastened to each bank, were one of the most picturesque signatures of Baghdad; no more permanent structure would be seen until the British arrived in the 20th century and laid an iron bridge across the Tigris. A gatehouse rose above each of the four outer gates. Those above the entrances in the higher main wall offered commanding views over the city and the many miles of lush palm groves and emerald fields that fringed the waters of the Tigris. The large audience chamber at the top of the gatehouse above the Khorasan Gate was a particular favourite of Mansur as an afternoon retreat from the stultifying heat. I have never seen a city of greater height, more perfect circularity, more endowed with superior merits The four straight roads that ran towards the centre of the city from the outer gates were lined with vaulted arcades containing merchants’ shops and bazaars. Smaller streets ran off these four main arteries, giving access to a series of squares and houses; the limited space between the main wall and the inner wall answered to Mansur’s desire to maintain the heart of the city as a royal preserve. The centre of Baghdad consisted of an immense central enclosure – perhaps 6,500 feet in diameter – with the royal precinct at its heart. The outer margins were reserved for the palaces of the caliph’s children, homes for the royal staff and servants, the caliph’s kitchens, barracks for the horse guard and other state offices. The very centre was empty except for the two finest buildings in the city: the Great Mosque and the caliph’s Golden Gate Palace, a classically Islamic expression of the union between temporal and spiritual authority. No one except Mansur, not even a gout-ridden uncle of the caliph who requested the privilege on grounds of ill-health, was permitted to ride in this central precinct. One sympathises with this elderly uncle of the caliph. Unmoved by his protestations of decrepit limbs, Mansur said he could be carried into the central precinct on a litter, a mode of transport generally reserved for women. “I will be embarrassed by the people,” his uncle Isa said. “Is there anyone left you could be embarrassed by?” the caliph replied caustically. Mansur’s palace was a remarkable building of 360,000 sq ft. Its most striking feature was the 130ft-high green dome above the main audience chamber, visible for miles around and surmounted by the figure of a horseman with a lance in his hand. Khatib claimed that the figure swivelled like a weathervane, thrusting his lance in the direction from which the caliph’s enemies would next appear. Mansur’s great mosque was Baghdad’s first. Encompassing a prodigious 90,000 sq ft, it paid dutiful respect to Allah while emphatically conveying the message that the Abbasids were his most powerful and illustrious servants on earth. By 766 Mansur’s Round City was complete. The general verdict was that it was a triumph. The ninth-century essayist, polymath and polemicist al-Jahiz was unstinting in his praise. “I have seen the great cities, including those noted for their durable construction. I have seen such cities in the districts of Syria, in Byzantine territory, and in other provinces, but I have never seen a city of greater height, more perfect circularity, more endowed with superior merits or possessing more spacious gates or more perfect defences than Al Zawra, that is to say the city of Abu Jafar al-Mansur.” What he particularly admired was the roundness of the city: “It is as though it is poured into a mould and cast.” The story of cities, part 1: how Alexandria laid foundations for the modern world Read more The last traces of Mansur’s Round City were demolished in the early 1870s when Midhat Pasha, the reformist Ottoman governor, tore down the venerable city walls in a fit of modernising zeal. Baghdadis have since grown used to being excluded from the centre of their resilient capital. Just as they had been barred from the inner sanctum of the city under Mansur, so were their 20th-century counterparts excluded from the heart of Baghdad on pain of death 12 centuries later under Saddam Hussein. The heavily guarded district of Karadat Maryam, slightly south of the original Round City on the west bank, became the regime headquarters, the engine room of a giant machine carefully calibrated to cow, control and kill using the multiple security organisations that enabled a country to devour itself. Under the American occupation of 2003 it became the even more intensely fortified Green Zone, a surreal dystopia of six square miles in which Iraqis were largely unwelcome in their own capital. Today, after a 12-year interlude, the Green Zone is open to Baghdadis again. But as so often in their extraordinarily bloody history, Iraqis find they have very little to cheer about as the country tears itself apart. The great city of Baghdad survives, but its people are once again engulfed in terrible violence. Justin Marozzi is the author of Baghdad: City of Peace, City of Blood, winner of the Royal Society of Literature’s 2015 Ondaatje Prize. Order the book for £7.99 (RRP £9.99) at the Guardian Bookshop.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 210.246.8.183} 12/20/2015 3:45:42 PM مدينة بغداد السريانية وقصة القس والدير موفق نيسكو ورد اسم بغداد في المصادر القديمة بعدة صيغ مثل بغداد، بغداذ، بغدان، معذاد، مغداذ، ويُسميها بعض الأتراك إلى اليوم (بغدات)، وسُميت بمدينة السلام نسبة إلى نهر دجلة الذي كان يُسمَّى نهر أو وادي السلام، وهذا الاسم أطلقه عليها أبو جعفر المنصور تفاءلاً به، وسميت المنصورية ومدينة المنصور نسبة إلى الخليفة المنصور (المسعودي، مروج الذهب3: 992. ابن الطقطقي، الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية ص163، ياقوت الحموي، معجم البلدان ج1:ص678، أبو الريحان البيروني، الآثار الباقية عن القرون الخالية، وغيرهم)، كما سُميت الزوراء نسبة إلى ازورار الباب أو القبلة في المسجد (المسعودي، التنبيه والإشراف، ص312)، أو من ازورار (قوس أو ميل) نهر دجلة (ابن كثير البداية والنهاية 1: 97 ومعجم البلدان2: 954)، أو أنها سُمَّيت المدينة المدورة لأن المنصور وضع أساسها بشكل مدوّر، والأسماء الأربعة الأخيرة عربية أمَّا الأولى فقد قيل فيها الكثير منها سومري وفارسي وغيره، ويقول الأستاذ طه باقر أمين المتحف العراقي إن اسم بغداد ورد في المصادر المسمارية بصيغة بغداد (بكدادا) أو بغدادو، غير أن المقطع (بغ) يقرأه المستشرقون ب (خو) فتكون القراءة خودادو، وهذا بعيد لأن مقطع (خو) يعبر عن الصوتين (بغ و خو) وليس للصوت الأول مقطع خاص به، وترفض دائرة المعارف الإسلامية أيضاً أن يكون اسم بغداد سومري (ج4 ص4)، أمَّا الوثائق التي ورد فيها الاسم قديماً فهي: 1: لوحة سبار في تل أبو حبة وتعود للقرن الثامن عشر قبل الميلاد أي زمن حمورابي. 2: حجر زمن الملك الكشي (نازي ماراتاش) حوالي القرن 14 قبل الميلاد، وحجر آخر زمن الملك الكشي (مردوخ بلادان الأول) في القرن 12 قبل الميلاد ووردت بصيغة (بكدادي). 3: حجر يُعرف ب (حجر ميشو) اشتراه سنة 1780م طبيب أوربي ويعود للقرن 12 قبل الميلاد. 4: رقيم طيني عُثر عليه في نينوى يعود للقرن السابع قبل الميلاد. وهناك آراء تقول إن كلمة بغداد فارسية وغيرها ومنها: 1: معنى بغداد في معجم البلدان 1:677 هو فارسي يتكون من باغ ومعناها بستان وداد أو داذويه اسم رجل. 2: باغ هو اسم صنم أهداه إلى كسرى خصي المشرق وقال له بغ داد أي الصنم أعطاني: (المعرب للجواليقي ص73، وورد هذا الرأي أيضاً في معجم البلدان). 3: كلمة بغداد آرية استعملها الكاشيون أو فارسية معناها عطية الله. 4 اسم بغداد في لغة أهل بابل القدماء مكون من بغ يعني البستان أو الجنينة، وداد يعني الحبيب، ويصبح معنى بغداد هو جنينة الحبيب. 5: إن بغداد كانت سوقاً يقصدها تجار الصين، وكان اسم ملكهم بغ وعندما كانوا يرجعون لبلدهم كانوا يقولون بغ داد أي أن ربحنا هو من عطية الملك (معجم البلدان). 6: قال ابن الجوزي قول عبدا لله بن المبارك إن بغ معناها شيطان وداذ عطيته (مناقب بغداد ص6). 7: وقال آخرون أنها كلمة بابلية قديمة (بعل جاد) وتعني معسكر البعل لان هذه المنطقة كانت معسكراً للجيش البابلي، أو من كلمة (بعل داد) أي مدينة الإله شمس لانتشار عبادة الشمس في بلاد بين النهرين. 8: تقول دائرة المعارف الإسلامية أن اسم بغداد فارسي ومعناه عطية الله، لكن الأستاذ الدكتور عبد الرزاق الحسني يعلق في نفس الصفحة قائلاً، قد تحقق اليوم أن اللفظة ليست بفارسية بل هي آرامية تفيد معنى باب الإله أو باب الضان أو دار الغزل، فهي بل دودو أو بكدادا أو بيث كدادا(مج4 ص3). 9: إن كلمة بغداد آرامية (بلداد) تتكون من لفظتين (بل) وهو أحد الإلهة (وداد) ومعناه (فتك). – والآن يرى أغلب الباحثين المعاصرين أن بغداد هي كلمة آرامية (سريانية)، ويقول الأستاذ طه باقر إن بغداد فقدت أهميتها وأصبح يُشار إليها كمستوطنة للقبائل الآرامية (رحلة تافرنييه إلى العراق في القرن 17، الملحق رقم17 ص112)، والباحثون يرون أن بغداد كلمة سريانية مؤلفة من مقطعين الباء من كلمة بيت وكاتد ومعناها القطيع أو الغنم فيكون معناها بيت الغنم أو الحضيرة (يوسف غنيمة، لغة العرب4: 1926–27 ص82، اغناطيوس نوري، رحلة إلى الهند حريصا ص4. وفؤاد البستاني، المشرق 32:1934 ص68)، شانها شان كثير من مدن وقصبات العراق ذات الأصول الآرامية مثل بعقوبة (بيت المتعقّب)، باعشيقا (بيت الظالم)، باطنايا (بيت الطين)، بحزاني (بيت المشهد أو بيت الحزانى)، باعذرا (بيت العذارى) وغيرها. – معنى غداد بالسرياني الغنم أو الضان (المطران أوجين منا الكلداني، دليل الراغبين في لغة الآراميين ص82) ، فيكون معنى بغداد بالسرياني هو بيت الغنم أو الضان. – يقول البطريرك السرياني اغناطيوس يعقوب الثالث إن كلمة كرخا (الكرخ) تعني المدينة المدوَّرة (البراهين الحسية على تقارض السريانية والعربية ص16) والكرخ كانت قرية مسيحية بين نهر الصراة ونهر عيسى. – يقول الأب بطرس حداد أنه سمع البطريرك الكلداني بولس شيخو (1958–1989م) أكثر من مرة يشرح لهم معنى كلمة بغداد بأنها كلمة آرامية وأن الخليفة المنصور قبل زيارته للدير رأى رجالاً يجذلون الخيوط وينسجون الخيام، فسألوا الديراني من هؤلاء وما اسم المكان؟، فقالوا بكذاذا أي بيت كذاذا التي تعني موضع النسج وإعداد الخيام، فقال الخليفة سأُسمي مدينتي باسم الفقراء، ويُرجِّح الأب بطرس حداد أن اسم بغداد آرامي مستنداً إلى أن الأسماء الآرامية أقدم عهداً وأكثر انتشاراً من الأسماء الفارسية في العراق وأن أسماء المنطقة ذاتها هي آرامية مثل قطفا وسونايا وبراثا وغيرها (بطرس حداد، كنائس بغداد وديارتها ص10). – يقول المطران السرياني اثناسيوس أغناطيوس نوري: وبغداد على رأي البعض مركبة من كلمتين: بغ وداد، وبغ فارسية تفسيرها كرم أو بستان، وداد اسم علم بمعنى العدل فهي إذاً كرم داد، وهذا الرأي مردود، فإن بغداد هي بلا شك لفظة سريانية، وقد ورد اسمها في العاديات المكتشفة حديثاً ومعناها الحظيرة، وهي مركبة من لفظتين بيت، وداد ومعناها الغنم والضان، ومن عادة السريان حذف الياء والتاء من كلمة بيت وإدخال الباء من اللفظة الأولى على اللفظة الثانية، فتصبحان كلمة واحدة، كما يقولون بكفيا أي محل الحجارة، ومثلها كثير، وهكذا بغداد أي الحظيرة باللفظ السرياني الشرقي، لذلك لا الفرس ولا العرب وضعوا لها هذا الاسم بل اسمها عريق في القدم، وقد ذكرها سعيد ابن البطريق في تاريخه فقال: إن بغداد سميت بهذا الاسم لأنه كان بها راهب في صومعة، وكان اسم الراهب بغداد، وكانت الصومعة في وسط أرض واسعة حسنة فاستحسن أبو جعفر الموضع فاختطه وبنى فيه المدينة، والأصح أن اسمها قديم منذ عهد البابليين الأقدمين كما ذكرنا آنفاً (هدايا المسرة أو رحلة إلى الهند). – يقول الأب جان فييه الدومنيكي: وكان تأسيس بغداد بالنسبة للمسيحيين يعني العودة إلى مركزها التقليدي في ما يسمونه بيت أرماي أي ديار الآراميين، ومع أن الخليفة المنصور لم يُخطط للمسيحيين حي خاص بهم في بغداد لكن سرعان ما نشأت قرب قرية العتيقة ضاحية لليعاقبة (السريان الأرثوذكس) بالقرب من باب المحول كنيسة مار توما الى الجنوب الغربي من الكرخ، وحي للروم (السريان الملكيين) والنساطرة (السريان الشرقيين) بالقرب من باب الشماسية الباب الشمالي للرصافة التي بُنيت سنة 768م لأبن الخليفة المهدي (أحوال النصارى في خلافة بني عباس ص53). – كما سُمَّيت بغداد بابل من قبل المؤرخين والرحالة الغربيين في كثير من المصادر التاريخية نظراً لشهرة بابل القديمة وقربها عنها حيث تصوروا خطأ أن بغداد هي بابل، ومن العرب الذي ربط بغداد ببابل ابن رستة حيث قال إن بغداد هي من ارض بابل (الأعلاق النفيسة ص108)، وتقول دائرة المعارف الإسلامية إن بغداد (بابل) هي حاضرة العراق حالياً، وكثيراً ما خلط الأوربيون بين بغداد وبابل في القرون الوسطى، كما خلطوا أحياناً بين بابل وسلوقية وقطسيفون، فقد وردت بغداد في مؤلفاتهم باسم بابل، بابلونيا (babel، babellonia)، وشاع إطلاق اسم بابل على بغداد في التفاسير التلمودية لشيوخ العشائر البابلية ومصنفات اليهود المتأخرين في العصر العباسي، وكان الرحالة الغربيون إلى القرن 17 يُسمُّون بغداد بلداخ بلد تشو (baldache، baldacco) ومنهم ماركو بولو الذي زار المنطقة سنة 1260م حيث سمَّى بغداد بلداش (رحلة ماركو بولو ج1 ص56–59)، وأن الرحالة الفرنسي بيترو ديللافاليه (1586–1652م) الذي زار بغداد سنة 1616–1617م هو أول من دحض هذا الرأي الخاطئ. – في مطرانية سعرد الكلدانية مخطوط إنجيل كتبه سنة 1572م المقدسي برخو من قرية فيشخابور، يقول فيه: إنه أهدى الكتاب لكنيسة بابل وهي مدينة بغداد المشهورة (أدي شير، فهارس المخطوطات السريانية بالفرنسية، الموصل 1905م، رقم 20). – اعتقدَ عالم النبات والرحالة الهولندي الدكتور ليونهارت راوولف الذي زار العراق (1573–1575م) أن مدينة الفلوجة القريبة من أطراف بغداد هي بابل، واعتمد الرحالة الانكليزي الشهير جمس بكنكهام على رأي ليونهارت ووقع في نفس الخطأ (رحلة الهولندي ليونهارت راوولف في القرن السادس عشر ص177–192). – الرحالة كاسبارو بالبي (1550–1625م تقريباً) زار العراق سنة 1579م وسَمَّى بغداد (بابل الحديثة أو الجديدة). – كتب الأب باسيفيك رئيس بعثة الكبوشيين في 12 آب 1628م وصلنا بابل ويقصد بغداد. – الأب فيليب اسبري يوليان الكرملي (1603–1671م) الذي زار العراق سنة 1629م، يُسمِّي بغداد (بابل الجديدة) لأنها شُيدت بمواد بابل القديمة، كما أنه لم يكن يميز بين آشور وكلدية فيقول في وصفه لبلاد كلدية، كلدية أو دولة الآشوريين هي أقدم ممالك العالم التي ازدهرت منذ عهد نينوس، وأهم مدنها حالياً بغداد التي تُسمَّى بابل الجديدة (رحالة أوربيون، رحلة الأب فيليب، ترجمة الأب بطرس حداد ص62–68). – الرحالة الفرنسي جان بابتيست تافرنييه الذي زار بغداد في 25 شباط سنة 1652م، مع أنه سَمَّى بغداد بابل، لكنه ميَّزَ بين بغداد وبابل القديمة فقال: وصلنا بغداد التي تُعرف عادة باسم بابل، ومع أن بغداد تعرف باسم بابل، فإنها تبعد مسافة كبيرة عن بابل القديمة (رحلة الفرنسي تافرنييه ص57). – يقول الراهب الدومنيكي جوزيبه دي سانت ماريا سنة 1656م: إن بابل الأولى القديمة تبعد ستين ميلاً جنوب بابل (بغداد)، (رحلة سبستياني إلى العراق ص15، ورحلة كاسبارو بالبي ص83،91). – سنة 1743م عُيَّن الأب عمانوئيل باييه الكرملي أسقفاً لبابل، أي لبغداد. – يقول المعلم لومون الفرنساوي (1724–1794م): إن بابل هي كناية لبغداد كما أن نينوى هي كناية للموصل (المعلم لومون الفرنساوي، مختصر تواريخ الكنيسة ص606). – لاحظ الرحالة الفرنسي اندريه دوبريه الذي زار العراق (1807–1809م) أن الكثير من المؤلفين يخطئون فيعدّون أن مدينة بغداد هي بابل (رحلة دوبريه إلى العراق، ترجمة بطرس حداد ص125). – وحتى كنيسة روما أخطأت فتصوَّرت أن بغداد هي بابل، ويقول البطريرك الكلداني عمانوئيل دلي: عندما بدأ المرسلون والرحالة الغربيون يجوبون بلادنا ويطلعون أكثر فأكثر على تقاليدها وكنائسها وأصالة تراثها، كتبوا تقارير عن ما رأوا واطلعوا عليه من المعلومات التاريخية والدينية والجغرافية، وجاء في كتاباتهم الغث والسمين، فقد أخطأوا عندما ظنوا أن بغداد هي بابل، فخلطوا الحابل بالنابل، وخبطوا بين الجنوب والشمال. (المطران دلي، المؤسسة البطريركية في كنيسة المشرق ص147). – يرى الأب بطرس حداد الذي ترجم كثيراً من كتب الرحالة إلى اللغة العربية: إن تسمية بابل لبغداد هي عادة عند أكثر الرحالة الغربيين، ولذلك اضطر هو نفسه أن يترجم كلمة بابل بكلمة بغداد، إلاّ عندما يتعلق الأمر ببابل الحقيقية (الحلّة) فإنه يُسمِّيها بابل. بناء مدينة بغداد وقصة القس والدير كانت الأديرة والكنائس المسيحية تنشأ عادة في المواقع الخصبة قرب الأنهر، ولهذا كانت أكثر الأديرة فيها بساتين وأشجار وجنان، ويتناول المؤرخون قصة بناء بغداد من قِبَل الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور (712–775م)، وهذه الرواية مقترنة براهب أو قس ودير أو وبستان يقع شمال قرية الخطابية المسيحية بين باب الشام وباب الكوفة أسفل شارع قصر هاني، لأن منطقة بغداد كان يسكنها ناس وكانت عامرة بالحقول والمزارع وكثيرة الترع والجداول المائية التي تصب في نهر دجلة أو المتفرعة عنه، وكان هناك دير صغير قرب بستان القس هو دير قرن الصراة أو دير مار فثيون الذي كان يقع عند مصب نهر الصراة في دجلة (أحمد اليعقوبي، البلدان ص235. وكان الدير قائماً إلى زمن وفاة اليعقوبي سنة 897م، (وفثيون هو قديس سرياني استُشهد في 25 تشرين الأول 446م وبُنيت عدة كنائس وأديرة على اسمه) ثم صار يُعرف بعد إنشاء بغداد بالدير العتيق للتمييز بينه وبين الأبنية الجديدة، وبعد إنشاء الدير شُيد القصران المشهوران بالخلد وقصر القرار، والمنطقة التي اختارها المنصور سنة 146هج، 744م لبناء نواة مدينة بغداد كانت أبنية مسيحية بين الدير وبستان القس، ويقول الدكتور مصطفى جواد والدكتور احمد سوسة: إن من المحتمل أن المنصور قد ألحق قسماً من حدائق الدير بقصر الخلد الذي اشتهر بحدائقه الواسعة (دليل خارطة بغداد قديماً وحديثاً ص9 و ص75) ، وذكر ماري بن سليمان في ترجمته للجاثليق السرياني النسطوري سبريشوع (832–839م) أنه جدد أبنية دير مار فثيون الذي كان قديماً أيام الفرس، ولما بنى المنصور مدينته ونزله الناس، هدم سبريشوع تلك الأبنية لأجل من تغلب عليها ولم يتعرض للهيكل والمذبح وجدد بناء الإشهاد والأروقة (ماري بن سليمان، أخبار فطاركة كرسي المشرق ص76–77)، وكان قرب الدير بستان يسمي بستان القس يقع شمال قرية الخطابية المجاورة لباب الشام، وكاهن الدير أو صاحب البستان كان واحداً ممن استدعاهم المنصور لاستشارته في بناء مدينة بغداد (دليل خارطة بغداد ص8 و40)، وذكر الطبري أن الخليفة المنصور نزل الدير قرب قصره المعروف بالخلد، واحضر صاحب رحا البطريق، وصاحب بغداد، وصاحب المخرم، وصاحب الدير المعروف ببستان القس، وصاحب العتيقة، فسألهم عن مواضعهم، وكيف هي في الحر والبرد والأمطار والوحول، فاخبر كل واحد بما عنده من العلم (تاريخ الطبري 7: ص616 حوادث سنة 145هجرية 762م )، وكانت بغداد محفوفة من أكثر أطرافها بأديرة لذلك لم يكن المنصور الوحيد الذي يُنشئ بناءً قرب الأديرة، فقد أنشأ معز الدولة البويهي قصره المشهور بالدار المعزية بجوار دير درمالس ومقابل دير درتا على ضفة دجلة اليسرى في أعلى بغداد (منطقة الصليخ حالياً)، وأنشأ الأمين قصره عند دير الزندورد الذي كان يقع قرب باب الازج (باب الشيخ حالياً)، وينقل كثيرا من المؤرخين بصيغ متعددة رواية الدير والراهب والبستان وكيف أن الخليفة المنصور أسس نواة بغداد، ويتخلل الرواية عنصر التنبؤ الأسطوري الذي غالباًً يُنسب إلى الرهبان ورجال الدين عموماً وبشكل طريف أحياناً، حيث تذكر الرواية أن الراهب تنبأ أن شخص اسمه مقلاص سيبني بغداد، ونحن نأخذ الراوية عن ياقوت الحموي، معجم البلدان، مادة بغداد: عن علي بن يَقطين قال: كنت في عسكر أبي جعفر المنصور حين سار إلى الصراة يلتمس موضعاً لبناء مدينة، قال: فنزل الدير الذي على الصراة في العتيقة (دليل خارطة بغداد قديما وحديثا ص9)، فما زال على دابته ذاهباً جائياً منفرداً عن الناس يفكر قال: وكان في الدير راهب عالم فقال لي: كم يذهب الملك ويجيء قلت: إنه يريد أن يبني مدينة، قال: فما اسمه قلت: عبد الله بن محمد، قال: أبو من? قلت: أبو جعفر قال: هل يلقب بشيء قلت: المنصور قال: ليس هذا الذي يبنيها قلت: ولمِ قال: لأنا قد وجدنا في كتاب عندنا نتوارثه قَرنا عن قرن أن الذي يبني هذا المكان رجل يقال له: مقلاص، قال: فركبت من وقتي حتى دخلت على المنصور ودَنَوتُ منه فقال لي: ما وراءك قلت: خير ألقيه إلى أمير المؤمنين وأريحه من هذا العناء فقال: قل، قلت: أمير المؤمنين يعلم أن هؤلاء معهم علم وقد أخبرني راهب هذا الدير بكذا وكذا فلما ذكرت له مقلاص ضحك واستبشر ونزل عن دابته فسجد وأخذ سوطه وأقبل يذرع به فقلت: في نفسي لحقه اللجاجُ ثم دعا المهندسين من وقته وأمرهم بخط الرماد (كان الرماد يُستعمل في تخطيط المدن)، فقلت له: أظنك يا أمير المؤمنين أرَدتَ معاندة الراهب وتكذيبه فقال: لا، والله ولكني كنت ملقباً بمقلاص، وما ظننتُ أن أحداً عرف ذلك غيري،.. إلى آخر الرواية التي يريد الخليفة أن يثبت أن لقيهُ كان مقلاص (كذلك راجع تاريخ بغداد أو مدينة السلام 1ص66. ابن الجوزي مناقب بغداد ص7. ابن الأثير الكامل في التاريخ 5: ص7. ابن الطقطقي، الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية ص161–162. عبد الرحمن الأربلي، خلاصة الذهب المسبوك مختصر من سيرة الملوك ص73. تاريخ الطبري، حوادث سنة 145هجرية، وغيرهم). – تقول دائرة المعارف الإسلامية إن كُتَّاب العرب أجمعوا على أن المنصور لم يُشيِّد بغداد في إقليم خالي من السكان، وذكروا بياناً كاملاً بأسماء محلات في الجاهلية أخذت تندمج تدريجياً في العاصمة العباسية فيما بعد، وكانت بغداد أهم هذه الأماكن، وهي قرية نصرانية من أعمال بادوريا (بادوريا كلمة سريانية بيث ديار أو دارا معناها مكان السكن أو الصراع) وهي كورة على الضفة اليسرى لدجلة تشمل الكرخ والأراضي جنوب نهر السراة وهو فرع من قناة نهر عيسى الذي يفصل بادوريا غن قطربل، ويجب أن نبحث عن معظم المحلات القديمة مثل براثا وحي الحربية الذي يضم قريتي الخطابية والشرفانية التي كان جُلَّ سكانها من النصارى الآراميين في الجانب الغربي للمدينة أي الكرخ التي تعني في الآرامية المدينة، ولا شك أن معظم أديرة النصارى التي ازدهرت في بغداد إبان العهد الساساني كان قد شُيَّد في الجاهلية منها قصر الخلفاء المعروف بقصر الخلد المشيَّد مكان دير قديم عند ملتقى نهر الصراة بدجلة والذي كان يسمى الدير العتيق (دائرة المعارف الإسلامية مجلد3 ص266، ومج4 ص3–7)، والحقيقة أن منطقة كرادة مريم ومعظم المبان الحكومية السيادية والرسمية الحالية من المنطقة الخضراء والقصر الجمهوري والجندي المجهول وقصر المؤتمرات ومباني البرلمان وفندق الرشيد، وغيرها كانت مناطق مسيحية فيها أديرة وكنائس ومقابر مع ملحقات لحدائق وبساتين، وهناك كنيسة اسمها مار زيا تقع داخل القصر الجمهوري تم أخذها من الطائفة السريانية النسطورية القديمة في سبعينيات القرن الماضي وتعويضهم بدلها بقطعة ارض أخرى. وفضلاً عما ذكرنا من المناطق المسيحية كان هناك مناطق وقرى أخرى مثل قرية درتا: دورتا ومعناها الدائرة أو الحافة وتقع مما يلي قطربل ويقول عبد الحق إن كان فيها دير للنصارى (دير درتا) (مراصد الاطلاع ج2 ص521–522، سونايا: معناها الممقوت أو المشوَّه، يقع في أطرافها الدير العتيق (مار فثيون)، براثا: المسكونة، البرية، أو البعيدة، بنورا–بناورا: بيت النار، قطيعة النصارى التي كان فيها كنيسة مار توما السريانية الأرثوذكسية ودير الأخوات العذراى وكنيسة للسريان النساطرة حيث كان الجاثليق يوحنابن عيسى من هذه المنطقة وأخوه خذاهي الأعرج كاهن كنيسة السريان النساطرة، قطفتا: القطافة، وتعني كثرة البساتين، مجاورة لمقبرة دير كليليشوع، قرب قبر معروف الكرخي، ومعروف الكرخي هو أبو محفوظ معروف بن فيروز الكرخي، ولد لعائلة مسيحية سريانية نسطورية وتعلَّم من زملائه الأطفال المسلمين "بسم الله الرحمن الرحيم"، وعندما كان يدرس مع أخيه عيسى في مدرسة الكنيسة، كان يستعمل هذه العبارة كثيراً، فشكاه الكاهن إلى أهله، فغضبت عليه أمه وحبسته في سرداب أربعين يوماً، ثم طردته، فالتجأ إلى جامع موسى الكاظم واعتنق الإسلام وأصبح من علمائهم المشهورين وتوفي سنة 815م ودفن بالقرب من دير الجاثليق الواقع غرب بغداد عند باب الحديد والذي يسمى بالسريانية (دير كليل يشوع) أي أكليل يسوع، وتم بناء جامع معروف الكرخي فوق قبره سنة 1215م، وكذلك كان هناك في بغداد القديمة قرى ومناطق مسيحية مثل الوردانية والعتيقة وورثالا وغيرها، ونرفق خارطة بغداد القديمة الأولى وفيها أهم المبان والمناطق المسيحية.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 210.246.8.183} 12/20/2015 4:00:41 PM مجهود رائع وطيب قدمته في هذا البحث القيّم , فقد ذكر كل من الاستاذين عبد الرزاق الحسني و عبد العزيز الدوري في كتابيهما ( بغداد ) - دار الكتاب اللبناني - الطبعة الاولى لسنة 1984 - ص 12 الحاشية , مانصه : (( قد تحقق اليوم ان اللفظة ليست بفارسية بل هي آرامية تفيد معنى باب الاله او باب الضان او دار الغزل , فهي بل دودو أو بكداد أو كدادا )) . أضف الى ذلك ماذكره الدكتور أحمد عبد الستار الجواري في كتابه ( الشعر في بغداد - طبعة المجمع العلمي العراقي , الطبعة الثانية 1412هـ / 1991م - ص 21 ) , إذ يقول مانصه : (( لعل أقدم ماعرفه المؤرخون عن بغداد ذكر اسمها في بعض الالواح المكتوبة بالمسمارية , وأقدم هذه الالواح عهداً وأبعدها زمناً لوح يبدو أنه كُتب في عهد حمورابي )) . وأضاف الدكتور الجواري قائلاً : بل يذكر رولنسون ( rawlinson ) أنه كان في زمن السومريين مدينة مهمة كانت تقع في موضع بغداد المعروف اليوم أو على مقربة منه . وهكذا لاتزال بغداد تحتفظ باسمها الذي عرفت به منذ مدة لاتقل عن أربعة آلاف عام . ومما تقدم يمكن أن يقال ان اسم بغداد سامي الاصل. وقد ذكر بغداد كل من الطبري في ( تاريخه ) وابن كثير في ( البداية والنهاية ) , وذلك في سرديهما لأحداث سنة 12 هـ . وكان يحد بغداد من الشمال قطربل ومن جنوبها كلواذى , وفي ذلك قال الشاعر العباسي أبو الفرج الببغاء : كم للصبابة والصبا من منزل مابين كلواذى الى قـُطربَّل
Comments powered by CComment