الموسيقى والغناء
كانت الموسيقى مصاحبة للاعياد والمناسبات الدينية والحكومية الشخصية لحكام بلاد النهرين, وجدت اقدم قيثارة سومرية في المقبرة الملكية في اور، لم يجر العثور على نوتة موسيقية بالمعنى المتداول حاليا وانما عثر على رقم مسمارية يعتقد ان محتواها يشكل ما يمكن اعتباره بداية فكرة النوتة الموسيقية الاقدم تاريخيا مما عثر عليه لحد الآن
وتكشف المصادر المكتوبة بالخط المسماري نظاما حسن الترتيب من السلالم الموسيقية ثنائية النغمة الذي يعتمد على دوزنة الآلات الوترية بتتابع الأرباع و الأخماس. ولا نعلم فيما إذا كان ذلك يعكس كل الأشكال الموسيقية الم
عروفة. وإلى جانب الأوتار المزدوجة النغمات بالأرباع والأخماس، فقد كان للأثلاث (والأسداس) دور في العزف.
شملت الأدوات الموسيقية القديمة في بلاد م النهرين آلات الكنار والقيثارة بنوعيها harp/ lyreوالناي القصبي والطبول. وتحتفظ آلة القيثارة المعاصرة في أفريقيا الشرقية وآلة العود في غرب أفريقيا بسمات عديدة من الآلات الموسيقية القديمة من بلاد النهرين. (راجع: فان دي ميروب- 1989 ص10).
كانت أصوات النغمات شبيهة بالصوت الحاد لآلة القصب ضيقة التجاويف؛ وربما شاركت الأساليب الآسيوية الحديثة بما فيها من تنويعات في التدرج الهارموني والانسيابات النغمية. وكان المغنون يعبروا عن انفعالات عميقة وشديدة كما لو أنهم كانوا يستمعون لأنفسهم، كما يظهر من عادة وضع كف اليد على الأذن، والذي ما يزال عادة شائعة في الكثير من الغناء والموسيقى الشعبية العربية.
كان ليونارد وولي هو الذي قاد الفريق الذي اكتشف الآلات الموسيقية ضمن حملته في حفريات المقبرة الملكية في أور، من عام 1922 حتى 1934. وقد احتفظ ببقايا هذه الآلات الموسيقية ووزعت بين المتاحف التي شاركت في الحفريات ( العراقي، البريطاني، بنسلفانيا).
إن قيثارة أور الذهبية، أو (قيثارة الثور)، هي أبدع قيثارة، وقد كانت من حصة المتحف الوطني العراقي في بغداد. و أصاب بعض التلف هيكلها الخشبي بسبب انغمارها بالماء أثناء حرب 1991، وربما تدمير هيكلها بالكامل اثناؤ كارثة نهب المتحف العراقي في 9 نيسان من عام 2003، جراء غزو اميركا للعراق..
قيثارة الملكة وعمرها 5000 سنة تقريبا فهي واحدة من قيثارتين اكتشفهما في قبر الملكة پو آبي التي ماتت حوالي سنة 2600 ق م. وهذه القيثارة محفوظة في المتحف البريطاني.
وهناك( قيثارة الزورق الفضية )وأخرى برأس ثور مصنوعة من صفائح الذهب و لحيةمن أحجار كريمة " لابيس لازولي" ـ أحتفظ بها في متحف الآثار في جامعة بنسلفانيا.
نابنيتو
هذا عنوان عمل موسوعي من العصرالبابلي القديم (نحو 1800 ق م) والتي تحوي مجموعة من اللوحات. وإحداها برقم XXXII (وغالبا ما يشار إليها برقم (U3011 ) وهي نصوص ثنائية اللغة ( سومرية - أكدية) من أور، وأهميتها أنها إحدى أقدم الأمثلة المحفوظة والمسجلة من النوتات الموسيقية. ومع أن هذه اللوحة غامضة ذات ألغاز، فإن تحليل نصوص موسيقية بابلية أخرى يبين بأنها تصف الأوتار التسعة لآلة موسيقية غير معروفة والفترات بين الأوتار. وهذه الأوتار التسعة، وقد رقمت تناظريا بالأرقام 123454321قد قدمت بعمودين متوزيين أحدهما بالسومرية والآخر بالأكدية. ويحتفظ باللوحة XXXII ضمن مجموعة المتحف البريطاني.
Project Lyre of UR :
:
www.lyre-of-ur.com
وهذه القطعة النادرة للناي المصاحب للقيثارة ربما تكون اقرب شئ الى الموسيقى التي كانت تعزف حينها :
من خلال ما أورده مؤرخوالتاريخ القديم، لم يكن بمقدورنا معرفة الغناء في الحقبة التي سبقت السومريين،وسبقت ظهور الكتابة ، لكن عند ما ظهرت الكتابة (3400ق.م تقريبا) في شكلها الصوري، حيث حل السومريون هذا الأشكال برسم الصورة التي تدل على صفاتها وأفعالها او ذاتها، وهي العلامة المرئية والمميزة التي توضح قراءتها وتورد المعنى المراد (( ومن خلال تحليل العلامة القائمة بين كلمة مغني وبين نوعية الصور المرئية التي دونت بها كلمة مغني والرجوع معها الى أقدم أشكالها الأولى، تبين بأن العلامة المسمارية التي تلفظ نار( nar ) وتعني مغني تمثل في الأصل رأس ابن آوى - (( الدكتور فوزي رشيد- الغناء العراقي القديم )) ومن السير بهذا بمعنى هذا التحليل والوصول الى هذه الصلة، نجد صوت ابن آوى من الأصوات التي تثير الحزن والشجن في النفس البشرية، لذلك كانت صفات الألحان السومرية هي ألحان حزينة.
ومن هذا نجد أن الألحان السومرية قسمت الى ألحان حزينة وألحان مفرحة ، فالمغني (كالا ) متخصص بالأناشيد والتراتيل الحزينة (نار) متخصص بإنشاد الألحان المفرحة وخاصة أغاني ( الزواج المقدس) وقد اخذت الألحان الحزينة عند النساء طابع الحزن من خلال المراثي التي يقمن بها لأهل الموتى والمناسبات الحزينة وهذه المراسيم تشبه مراسيم العدادات عندنا الآن. ولايمكن أن تخلوا الحياة السومرية من فترات فرح مبهجة جميلة سواءً كانت خاصة او عامة ، بدءاً من مناسبة ( الزواج المقدس ) الذي يتم بين الملك وبين الكاهنة العظمى ، وفى يوم زفافها تقدم الى عريسها أغنية مفرحة ومبهجة وهي تمثل الهة ( الخصب ) وقد أورد الباحث صموئيل كريم أول أغنية في الحب تدور حول عروس مبتهجة وملك اسمه (شو- سين ) في بلاد سومر قبل ( 4000عام ) وهو رابع ملوك السلالة الثالثة في اور.
وهذا جزء من الأغنية:-
((أيها العريس الحبيب الى قلبي ،
((جمالك باهر، حلو ، كالشهد ،
(( أيها ا لأسد ا لحبيب الى قلبي،
((جمالك باهر، حلو، كالشهد ،
(( لقدا سرت قلبي فدعتي أقف بحضرتك وأنا خائفة مرتعشة ،
(( أيها العريس سيأخذونني إليك الى غرفة النوم ،
(( لقد أسرت قلبي ، فدعتي أقف بحضرتك ، وأنا خائفة مرتعشة ((ايهاالأسد ستأخذ بي الى غرفة نومك 0
(( أيها العريس دعتي أدللك ،
(( فأن تدليلي أطعم وأشهى من الشهد ،
((وفي حجرة النوم الملأ بالشهد ،
(( ذعنا نستمتع بجمالك الفاتن ،
(( أيها الأسد، دعتي أدللك ،
فأن تدليلي أطعم وأشهى من الشهد ))
ولكن هذه الألحان لاتخلو من مسحة الحزن التي تتصف بها أغانينا في المنطقة الجنوبية وقد ترافقها الموسيقى، وهناك فرق موسيقية. وغنائية تابعة الى المعبد وتستخدم في احتفالات القصر، وهي تسير في نظام دقيق وحرفة موسيقية متقنة
ويقول كبيرا :- (( إن مزموراً من المزامير ينشد في بعض المقاطع بنغم موسيقي ثم يهبط نغمه الى نغمة تسير على وتيرة واحدة من الابتهالات اواغنية تنشد في تمجيد اله فتعدد اعماله ثم تمتزج بالأساطير والقصص عن خلق العالم وتكوينه، او ان أسطورة قديمة تصبح بعد تغييرات طفيفة مديحاً وتمجيداً لملك محلي فتظهر وكأنها ابتكاراً جديداً وكثيراً ما يكون عندما يقرأ مزموراً معيناً يعرّفه بنغمات بقية المزامير الأخرى ( كتبوا على الطين –ادوارد كبيرا –ترجمة د-محمود حسين الأمين ص130))
وكلمتي( نار وكالا) تعنيان مغني كما أسلفنا وكذلك تعني اسم مغنية وعازف وعازفة والمغني بطبيعة الحال عازف يحسن العزف على آلته، وخير مثال الملك شُلكي ( الملقب بالملك الموسيقار) الذي شجع الموسيقى والغناء وهو يعزف على ثمان آلات موسيقية ، ونستدل من الأمثال السومرية حول الموسيقى ما يلي :-
((اذا حفظ المغني أغنية واحدة وأجاد عزفها ،فهو مغني بحق ))
وهذا مثل آخر يؤكد علي نفس الناحية وعلى ضرورة أجادة المغني العزف على الآلة الموسيقية (( المغني ( الموسيقي ) الجيد هو الذي يعرف كيف يوزن آلته ويدعها ترن عاليًاً، وماعدا ذلك فهو مغني(موسيقي) فاشل)) ( د-فوزي رشيد – الغناء العراقي القديم—آفاق عربية—العدد3تشرين الثاني1977 — ص84)
وهناك نوع من المغنين لايجيدون العزف على ألآلة الموسيقية ، ويعملون كمغنين ومنشدين وهم أحرار في التجوال بين المدن والقرى والأرياف وينشدون الأغاني ولاينكر ان هناك قسم منهم عازف ومغني في نفس الوقت ، وهؤلاء يطلق عليهم( زاميرو / زُمارُ - zommeru ) في اللغة الأكدية (وايشتالو - estalo) في اللغة السومرية واول ظهور لهم في مدينة ماري على الفرات قرب البو كمال.
والمنشد الشهيرالذي نال شهرة واسعة هو من هذا النوع من المغنين والمغنيات ( نارو) ، لكنه يجيد العزف على الآلة الموسقية بدليل وجود تمثال له وهز يعزف وكذلك يجيد الرقص مع الغناء وخاصة في القصور الملكية والحفلات ذات المستوى العالي
إن تمثال هذا المغني ذو أهمية كبيرة ،فهو يشترك مع تمثال ،أبي – أيل في أسلوبه النحتي ،هذا الأسلوب السائد في عصر مسيلم
لكن التمثالين يتحرران مما يتسم به هذا الأسلوب الذي سيطر على فترة الفن (النحت المدور والنحت الناتيء ) لقد أكد لنا تمثال المنشد أور- ناتشي هذا التغيير المتحرر في تلك الفترة ، فهومنحوت من الحجر وروعيت فيه الدقة وصقل جيد للجسم وسمات العيون الكبيرة المطعمة (وهذا أسلوب سائد منذ نشأة النحت السومري ).
لكن النعومة في التعامل مع الوجه والأقسام الأخرى المكتنزة اعطى للوجه رقة . . . والأبتسامة الخفيفة التي تخرج من الشفتين الصغيرتين البارزتين في الوجه المدور والعينين المطمئنتين اللتين تسحبان الجسم والوجه الى لحظة تعبيرية فريدة باتجاه معبودها الوثني وهي جالسة القرفصاء،تتشابك ذراعها على صدرها وتتقاطع أرجلها بحركة أنيقة لاتولد السأم لدى اورنانشة العابدة، ولايبتعد هذا التمثال عن تمثال أبي – أيل .
ولايمكن إعطاء ملاحظات عابرة عن اهمية مدرسة النحت في ماري خلال عصر مسيلم، إلا إذا رجعنا الى المنجز النحتي في كل الأطوار التي ظهرت في الفن السومري ،وخاصة في مناطق ديالى كون هناك تماثيل تأخذ نفس الوضعية في تقاطع الأرجل ، وخاصة في منطقة (اشنونا)
إن تفاصيل هذا التمثال توحي لنا بوضعه الأرستقراطي وتسريحة شعره المنظم المسدول الى الخلف الواصل الى تكويرالعجز بشكل أكثر استدارة ليظهر الوفرة للحم في هذه المنطقة في الشكل المدور اما الملابس فهو يرتدي سروالاً داخلياً محكم الشد على رجليه لانه كان يؤدي الرقصات أثناء الغناء، وهذا التمثال وضع في معبد نيني زازا nini-zaza في ماري مع قطع أخرى لأور- نانشي وهو مصور على شكل امرأة تعزف قيثارة ) الفن العراقي القديم – مورتكات ص 113
ويبقى تمثال أور- نينا يشغل حيزاً مهماً في الفن السومري ومن إنتاج مدينة ماري التي وجدوا فيها كثرة من التماثيل التي تمثل الحقبة السومرية، وهذه التماثيل تضاف الى قاعدة الفن السومري الثابتة الركائز .
رقيم مسماري يرقى الى عصر السلالات السومرية الثاني-القرن 26 ق.م ويرد فيه ذكر 9 اوتار موسيقية و 23 نوع من الالات الموسيقية الوترية ومنها الة الكنار المعروف بالاكدية بالاسم ( كي - نا - رو )
اللوح مهشم و تم العثور على قطعته العلوية الكبرى بابعاد 20 - 30 - 5 سم
و الصغرى 9 - 18 - 5
الابعاد الاصلية للوح الام 40-30-5 سم
المتبقي 100 سطر باللغة السومرية والخط المسماري
EARLIEST KNOW MUSIC & INSTRUMENTS RECORD
Text : LEXICAL LIST OF 9 TYPES OF MUSICAL STRINGS, 23 TYPES OF MUSICAL INSTRUMENTS AND MUSIC, INCLUDING DIFFERENT TYPES OF STRINGED INSTRUMENTS SUCH AS HARP AND LYRE, AS WELL AS HITHERTO UNKNOWN INSTRUMENTS; FURTHER LAPIS LAZULI, BEDS, COPPER UTENSILS, TEXTILES, DOMESTIC ANIMALS AND SINEWS, JEWELLERY, WEAPONS, LEATHER PARTS OF YOKE, STRAPS, SACKS, TYPES OF SHEEP, KNIVES, AROMATICS AND PERFUMES, REED OBJECTS, GRAINS AND FLOURS, ETC.
Description Sumerian on clay, Sumer, 26th c. BC, upper half of a huge tablet + fragment of lower part, 20x30x5 cm + 9x18x5 cm, originally ca. 40x30x5 cm, 16+9 and 7+7 columns, 437+ ca. 100 lines remaining in cuneiform script, circular depressions introducing each new entry
Binding
Context
Similar, smaller tablets are known from Fara or Tell Abu Salabikh. 3 compilations all from 26th c. BC have music instruments. The present tablet is almost a duplicate of a relatively well-known lexical list, discussed by Miguel Civil in Cagni, Ebla 1975-1985, pp. 133 ff. The obverse is an abbreviated recension with minor changes in the sequence of the entries. The reverse is the continuation of the unfinished Fara recension.
The fragment of this MS was earlier than MS 2524. This number is now used for another tablet. Another fragment of the same tablet is Mikhail Collection, published in Pettinato 1997 no.2.
Provenance
Commentary
The earliest known record of music and musical instruments in history. The name of one of the stringed instruments is a Semitic word, ki-na-ru, the later kinnaru known from the Mari letters and Ras Shamra texts (13th c. BC, cfr. MS 1955/1-6),
Published Miguel Civil: The Lexical Texts in the Schøyen Collection, Cornell University Studies in Assyriology and Sumerology, vol. 12, Manuscripts in the S Collection, Cuneiform texts V. CDL Press, Bethesda, MD, 2010, text 6.3.1, pp. 203-214.
Exhibited
Image featured in Andrew E. Hill & John H. Walton: A survey of the Old Testament, 3rd ed., Grand Rapids, Mi., Zondervan Publ. House, 2009, p. 734. Zondervan Illustrated Bible, Backgrounds, Commentary. John H. Walton, gen. ed. Grand Rapids, Mich., Zondervan, 2009, vol. 5, p. 443.
Mentioned Miguel Civil: The Early Dynastic practical vocabulary A (Archaic HAR-ra A). Roma, Missione Archeologica Italiana in Siria, 2008, pp. 3, 93-102.
* المصادر :
الغناء العراقي القديم, د.فوزي رشيد – آفاق عربية—العدد 3تشرين الثاني1977 (تحميل)
الالات الموسيقية في العراق القديم ( د. صبحي انور رشيد ) - تحميل الكتاب
دراسة آثارية مقارنة لتاريخ الآلات الموسيقية بين العراق ومصر القديمين- د. صبحي انور رشيد، مجلة سومر - تحميل البحث
الفن العراقي القديم – أنطوان مورتكات. ترجمة، تحقيق: عيسى سلمان - سليم طه التكريتي
كتبوا على الطين –ادوارد كبيرا –ترجمة وتدقيق د-محمود حسين الأمين
استناجات الباحث الاثاري نيكولاس فان دي مير
أ.د عامر عبدالله الجميلي
د. بشار خليف
Comments powered by CComment